لماذا لا نتمكن من فصل جزئي ناقوس التفريغ عند إحداث الفراغ؟

يمارس الجو الذي يحيط بنا ضغطا، بمعنى أنه يمارس قوة بوحدة المساحة تبلغ حوالي 1كجم/سم2؛ ولا يشعر الجسم بهذا الضغط لأنه قد تم "تصميمه" بحيث لا يشعر به، فالضغط بداخله يساوي الضغط خارجه، فيتوازن الضغطان؛ وهذا ما يحدث لورقة، يتوازن الضغط بجهتيها مما يؤدي في النهاية إلى عدم خضوع الورقة لأي قوة من قبل الجو؛ فإذا تناولت ناقوس التفريغ دون تفريغه فستجد نفس الشئ حيث يتلاشي الضغط الداخلي والخارجي؛ وفي المقابل عند قيامك بإحداث فراغ في الداخل فإن التوازن يختل، فالضغط الخارجي مازال موجودا ولكن لا يوازنه أي ضغط من الداخل حيث يصبح الضغط بالداخل (شبه) منعدمٍ؛ ولنفترض أن مساحة الجهاز 500 سم2 وهو ما يعد معقولا؛ فستبلغ القوة الخارجية التي يمارسها الهواء 500 كجم أي نصف طن! وينبغي الجذب بقوة شديدة لفصل الجزئين! وفي المقابل إذا كان هناك تسريبٌ فسيدخل الهواء إلى الداخل بسرعة وينعدم التأثير؛ ونشاهد نفس هذا التأثير من خلال منفذ الهواء حيث تطرد القوة الممارسة أولا (يدويا) الهواء الموجود بين المطاط والمساحة المسطحة؛ وتؤدي مرونة المطاط إلى استعادة منفذ الهواء لهيئته تاركة تجويفا (شبه) فارغٍ؛ وبالتالي يؤدي ضغط الهواء بالخارج إلى "التصاق" منفذ الهواء بالمساحة المسطحة؛ وما أن يوجد تسرب ضئيل عند رفع الحافة فينتهي "الالتحام"؛ ويفسر ذلك أيضا عدم "التصاق" منفذ الهواء على سطح خشن حيث لا يمكن تأمين إحكام السد.